مقدمة
تُعَرَّف السمنة (بالإنجليزية: obesity) بأنها تلك الحالة الطبية التي تتراكم فيها الدهون الزائدة بالجسم إلى درجةٍ تتسبب معها في وقوع آثارٍ سلبيةٍ على الصحة، مؤديةً بذلك إلى انخفاض متوسط عمر الفرد المأمول life expectancy و/أو إلى وقوع مشاكلٍ صحيةٍ متزايدةٍ. يحدد مؤشر كتلة الجسم Body mass index، وهو مقياس يقارن بين الوزن والطول، الأفراد الذين يعانون من فرط الوزن (مرحلة ما قبل السمنة) بأنهم الأفراد الذين يكون مؤشر كتلة الجسم الخاص بهم بين 25 kg/m2و30 kg/m2، ويحدد الأفراد الذين يعانون من السمنة بأنهم أصحاب مؤشر كتلة الجسم الأكثر من 30 kg/m2
إن التزايد الخطير في اعداد المصابين بالسمنة المفرطة يرجع الي اسلوب الحياة العصري و الذى يتميز بسعرات حرارية اكثر في الغذاء مع حركة و مجهود اقل للاشخاص, و السمنة المفرطة اعتبرتها منظمة الصحة العالمية في عام 1997 مرض قائم مستقل بذاته.
لماذا سميت السمنة المفرطة بالسمنة المرضية؟
سميت بذلك نسبة إلي الأمراض العديدة و الخطيرة التى تصاحبها مثل:
- إرتفاع ضغط الدم: والذي يحدث نتيجة ترسيب الدهون في الشرايين.
- مرض السكر: بسبب إنهاك البنكرياس نتيجة السمنة المفرطة مما يؤدي إلى عدم القدرة على إفراز الأنسولين الكافي لحرق تدفق السكريات بغزارة في الدم فينتج عنه مرض السكر .
- إنسداد الشرايىن التاجية في القلب: مما ينتج جلطات القلب والذبحة الصدرية ... وفي أحدث دراسة على الأنترنت حذرت جمعية القلب الأمريكية من السمنة المفرطة بإعتبارها المسئول الأول عن الموت المفاجئ نتيجة السكتة القلبية والتى تحدث بنسب أعلي بكثير جداً لهؤلاء المرضي .
ـ مشاكل الجهاز التنفسي: وتبدأ بالشخير المزعج و مضايقاته للزوجين وتزيد إلى توقف التنفس أثناء النوم وفي الحالات الشديدة لا يستطيع المريض النوم إلا جالساً.
ـ حصوات المرارة.
ـ تآكل المفاصل وخاصة مفصل الركبة والكاحل و آلام الظهر ويحدث ذلك نتيجة الحمولة الزائدة على هذة الأجزاء .. وقد ينتهي الأمر بالمريض إلي أن يصبح قعيد الفراش.
ـ اضطراب الدورة وضعف الإنجاب للسيدات.
ـ زيادة نسبة حدوث أمراض سرطان القولون والرحم والثدي .
ـ والسمنة المفرطة مصحوبة أيضاً بأمراض إجتماعية مثل: الفشل المهني والرفض من المجتمع و للبنات صعوبة الزواج و احتمالات ضعف الإنجاب بعد الزواج .
و المعروف أن معظم هذه الأمراض تشفي تماماً أو تتحسن تحسناً ملحوظاً بعد فقد الوزن.
أما عن مسببات السمنة المفرطة الملحوظة أن الكثير من المرضي يلقون اللوم علي إختلال الهرمونات أو العوامل الوراثية وهذه تمثل نسبة ضئيلة من الحالات ... وعادة تكون هذه هي الشماعة التي تبرر للمريض كميات الأكل العالية السعرات التي يلتهمها بلا هوادة وتسبب السمنة المفرطة .
أيضاً نلاحظ أن السمنة تجري بين أفراد العائلة الواحدة لإشتراكهم في نفس العادات الخاطئة .. ومن هذا نستنتج أن السمنة المفرطة هي نتاج إسلوب حياة خاطئ فيه أكل كثير ومجهود قليل وهذا هو المحور الأساسي لعلاج السمنة المفرطة حيث يجب تغيير هذا الأسلوب الخاطئ تماماً سواء بقوة الإرادة أو بالجراحة و إلا فإن المريض سيبقي في حلقة مفرغة من فقدان سريع للوزن بالرجيم و اكتساب أسرع للوزن المفقود بعد إنتهاء الرجيم والمحصلة النهائية هي زيادة الوزن و ليس فقدانه .
لكن ... هل أنت مريض بالسمنة ؟
للرد على هذا السؤال لابد و أن تعرف كيف يتم تشخيص مرض السمنة ؟
غالباً ما تعرف السمنة وزيادة الوزن علي أنهما شئ واحد ولكن هناك إختلاف كبير حيث يتم تشخيص مرض السمنة بواسطة
مؤشر كتلة الجسمBMI = ( الوزن / مربع الطول بالمتر )
مثال : شخص وزنه 70 كجم و طوله 170 سم يكون مربع طوله = 1,7 x 1,7 = 2,89 متر مربع .
و يكون مؤشر كتلة الجسم له 70 / 2,89=24,4 كجم / متر مربع .
ووفقاً لمؤشر الوزن يتم تنصنيف الشخص كالتالي :
لمؤشر | الوصف |
أقل من 20 | نحيف underweight |
من 20 – 25 | طبيعي alnorm |
من 26-29 | زيادة غير مرضية overweight |
من 30-39 | سمنة obesity |
أكثر من 40 | سمنة مفرطة morbid obesity |
و توجد طريقة أخري لتحديد درجة ونوع السمنة ... وهي :
قياس محيط الوسط :
وتبدأ السمنة عند بداية محيط الوسط 88 سم للسيدات ،102 سم للرجال كما هو موضح بالجدول التالي :
جدول تحديد درجة السمنة
إذن ما هو الحل ؟
علاج السمنة المفرطة ينقسم إلى جزئين :
الجزء الأول - وهو الجزء السهل- وهو فقدان الوزن .
الجزء الثاني – وهو الأصعب- وهو المحافظة على الوزن المفقود .
وطرق علاج السمنة المفرطة الحالية مثل النظام الغذائي ( الرجيم ) .
الرياضة ... الأدوية مع الإبر الصينية قد تنجح في إنقاص الوزن ولكنها تفشل في حوالي 95 % من حالات السمنة المفرطة حيث أن المريض لا يستطيع بعد إنقاص الوزن أن يحافظ علي هذا النقص بل بالعكس يحدث زيادة أكثر مما ذي قبل ... وذلك لأن كل هذه الطرق تعتمد على الحرمان وبعود للأكل وبشراهة لينتقم لما عاناه من الحرمان وتكون المحصلة النهائية هي زيادة الوزن وليس فقدانه .
وهذا ما أثبتته الأبحاث الأمريكية حيث وجد أنه بعد خمس سنوات من بداية الرجيم وصل معظم المرضي إلى أوزان أعلي من أوزانهم قبل بداية الرجيم .. وبناء علي ذلك فإن كل هذه الطرق تعتبر طرق مؤقتة لعلاج السمنة المفرطة... أما عن إستعمال أدوية التخسيس فهو محفوف بالمخاطر لكونها علاجاً مؤقتا وليس دائماً وهكذا يستمر المريض السمين المتشوق للتخلص من جبال الشحوم الزائدة في شرائها و إستعمالها يدون أن يعلم أنها ليست لها فائدة علي المدي الطويل .
ومن هنا جاءت جراحات السمنة المفرطة لتمثل الحل الوحيد الذي يعطي هؤلاء المرضي الأمل في التخلص من الوزن الزائد مع عدم العودة لزيادة الوزن بعد ذلك أبداً ويكون فقدان الوزن مصحوباً بالشفاء من الأمراض المصاحبة للسمنة ...
إذن من هم المرضي الذين يستفيدون من جراحات السمنة المفرطة ؟
- مؤشر كتلة الجسم من 40 أو أعلي من 35 مصحوباً بالضغط أو السكر أو إلتهاب المفاصل وغيرها من الأمراض المصاحبة للسمنة .
- يفضل السن من 18 إلي 50 عاما .
- زيادة الوزن المستمرة والثابتة لمدة 5 سنوات أو أكثر .
- فشل علاج الرجيم والعلاجات التحفظية لأكثر من سنة .
- عدم وجود أمراض بالغدد .
- قابلية المريض وتحمسه لإنقاص الوزن ، واستعداده للمتابعة بعد العملية .
- عدم إدمان الأدوية أو الكحوليات .
- عدم وجود مرض نفسي خطير .
الجراحات المختلفة للسمنة المفرطة
تخصص جراحات السمنة المفرطة هو من التخصصات الحديثة نسبياً في مصر والذي بدأ في السنوات الأخيرة وتم بحمد اللّه إجراء هذه العمليات بنجاح كما بدأت مراكز عديدة في إجراء هذه الجراحات لإقبال المرضي عليها بصفتها الحل الوحيد و الدائم لمشكلة السمنة المفرطة لديهم و الأمل الوحيد في شفائهم من الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة عندهم.
جراحات السمنة متعددة وهناك حالياً أكثر من خمسة جراحات مختلفة لعلاج مرضي السمنة المفرطة ويتم إنتقاء الجراحة الملائمة لكل حالة بمفردها حيث أن بعض هذه الجراحات تكون مصحوبة بالنجاح التام لبعض المرضي ولكنها قد تفشل تماماً لدي مرضي آخرين لا تلائمهم هذه الجراحة.
و تقسم جراحات السمنة المفرطة إلي مجموعتين رئيسيتين :
المجموعة الأولي: تعتمد كلياً علي فكرة تقليص حجم المعدة بحيث يشبع المريض بعد تناول قدر بسيط جداً من الطعام وبذلك ينقص وزنه تدريجياً حتي يصل إلي وزنه المثالي في خلال عام و نصف تقريباً ...
وتشمل :
تدبيس المعدة .
بالون المعدة .
حزام المعدة .
المجموعة الثانية: بالإضافة إلى تصغير المعدة يتم إضافة بعد آخر للحد من هضم و إمتصاص بعض المواد الغذائية كالدهون ...
وتشمل :
تحويل مجري الطعام إلى الأمعاء بعد المعدة .(GBP)
التحويل المراري البنكرياسي ( عملية سكوبينارو ) (BPD)
و جميع هذه الجراحات تجري سواء بفتح البطن أو بالمنظار الجراحي من خلال فتحات صغيرة بالبطن...
و الان سنعطي نبذة بسيطة عن كل عملية :
المجموعة الأولى
ْتدبيس المعدة
ويتم فيها عمل جيب في مدخل المعدة بإستخدام الدباسات الجراحية، يتحكم في كمية الطعام الممكن تناوله وذلك بدون إحداث تغيير في طبيعة الجهاز الهضمي ...وبدون أعراض جانبية .. وتعطي هذه الجراحة الإنسان الإحساس بالشبع بعد تناول كمية بسيطة جداً من الطعام و إذا زادت كمية الأكل عن المفروض يشعر الإنسان بالغثيان و إذا استمر فإنه يصاب بالقئ ...
ونقطة ضعف هذه الجراحة هو في السوائل عالية السعرات والسكريات حيث أنها يمكن أن تمر بسهولة من خلال المعدة وبذلك فإن هذه الجراحة لا تناسب محبي الحلويات والسكريات ومعهم قد تفشل هذه الجراحة .
وحديثاً أمكن إجراء هذه الجراحة عن طريق المنظار من فتحات صغيرة جداً بالبطن مماثلة لفتحات إستئصال المرارة بالمنظار ويبقي المريض في المستشفي 24 ساعة فقط
حزام المعدة
فكرة الحزام تعتمد على تركيب حلقة أعلي المعدة وهذه الحلقة مبطنة ببالونة و متصلة بأنبوبة متصلة بجهاز معدني يوضع تحت العضلة و يمكن لهذا الجهاز بابرة عن طريق الجلد تضييق و توسيع الحزام .. وهذه الجراحة أيضاً يتم إجرائها بالمنظار من خلال فتحات صغيرة جداً بالبطن مماثلة لفتحات استئصال المرارة ويبقي المريض في المستشفي 24 ساعة فقط .
بالون المعدة
يتألف هذا البالون من بالون مصنوعة من البلاستيك الرقيق بحيث يمكن نفخها كالبالون وذلك بواسطة انبوب طويل من البلاستيك متفرع من الاسطوانة. ويتم ادخال هذه البالون الى المعدة عن طريق الفم وذلك بعد إعطاء المريض احد المهدئات . و عندما يصل البالون الى المعدة يتم نفخه عن طريق الانبوب . وبعد نفخه يطفو هذا البالون على القسم الاعلى للمعدة مما يؤدي الى الشعور بالشبع . وهكذا يقلل هذا البالون من اقبال البدين علي الطعام دون معاناه احاسيس الجوع .. ولهذا يستخدم البالون عادة كعلاج مؤقت في بعض المرضي غير الملائمين للجراحة ...
جراحة تحويل المعدة بالمنظار
هذه الجراحة تلقب حالياً بالمعيار الذهبي (Gold Standard) لجراحات السمنة حيث انها فعالة جداً في النزول في الوزن و مصحوبة بطريقة مريحة لتناول الطعام و احساس اكثر بالشبع مع فاعلية عالية وهذه الجراحة يجب ان يلتزم المريض بعدها بتناول الفيتامينات , وإجراء هذه الجراحة بالمنظار زاد جداً من شعبية هذه الجراحة حيث أصبح المريض يخرج من المستشفي بعد يوم واحد من إجراء الجراحة .
وهذه الجراحات أنجح علي المدي البعيد خاصة مع المرضي محبي الحلويات والسكريات
التحويل المراري البنكرياسي ( عملية سكوبينارو ) ( BNP )
وفيها يتم تغيير مجري العصارة الإنزيمية الهاضمة من المرارة والبنكرياس لتقليل الهضم و بالتالي الإمتصاص …و بذلك لا تسمح بامتصاص الدهون و النشويات ولكن ذلك على حساب تعرض المريض لبعض مشاكل التغذية بعد العملية .. لذا ينصح بالمتابعة المستمرة للمريض بعد العملية
وننصح كل مريض أن يشترك في قرار الجراحة الملائمة له ويطلب من الجراح توضيح الجراحات المختلفة بمزاياها وعيوبها حتي تجري له الجراحة الأمثل لحالته وبأعلي نسبة نجاح … علماً بأن :
- نتيجة نجاح هذه الجراحات عالية جداً وقد تصل إلي 95 % بشرط إختيار الجراحة المناسبة لكل مريض
- يشفي مرضي السكر والضغط بنسبة 95% بدون أدوية ..
- تتحسن أمراض القلب والتنفس و متاعب الدورة الشهرية و آلام المفاصل و العظام لجميع المرضي .
- تختفي المشاكل النفسية للمرضي و يعودون لمزاولة حياتهم بصورة طبيعية.
قواعد عامه :
. شرب السوائل ببطء شديد ويفضل فى فنجان قهوة ضيق .
.الاكل ببطء شديد بمضغ الطعام جيدا قبل البلع حتى لا يتسبب فى حدوث انسداد بالفتحه الجديده للمعده .
.يجب التوقف عن الاكل فورا بمجرد الاحساس بالامتلاء .
.يجب عدم شرب السوائل او الماء قطعيا قبل الطعام مباشرة واثناءه ولمدة ساعتين بعد الاكل حتى لايتسبب فى حدوث القئ .
. يجب تجنب السوائل ذات القيمه الحرارية العالية لأنها لن تسبب الإحساس بالامتلاء والشبع .
. يجب تجنب الاقراص والكبسولات كبيرة الحجم والتى قد تسبب انسداد الفتحة الجديدة بالمعدة .
. الاحتراس من الامساك وذلك بتناول كميات كبيرة من الماء واستخدام الملينات عند اللزوم.
منقول بتصرف