ماهو أساس السرطان؟
يحتوي بعضُ منها على التعليمات التي تتحكم في آلية النمو و الانقسام، و بالتالي التضاعف و التكاثر لإنتاج خلايا جديدة، و منها مورثات معينة تحث و تُعدل عمليات انقسام الخلية، و تسمى اصطلاحًا بالمورثات الورمية ( oncogenes )، و مورثات أخرى تُبطيء و تكبح الانقسام و التكاثر، أو تُعطي التعليمات للإفناء الذاتي للخلية و تسمى بالمورثات الكابحة للتورم ( Tumor suppressor genes )، و قد يحدث التسرطن نتيجة اختلال أو عطب أو تغير جذري ( Mutation ) ببُـنية الحمض النووي، مما يدفع إلى تشغيل المورث الورمي دون ضوابط ( مما يفقده القدرة على التحكم في نمو الخلية و تكاثرها )، أو يُبطل عمل الجينات الكابحة للتورم.
بعض أنواع السرطان:
يُشير تعبير السرطان إلى مجموعة من الأمراض الورمية المتشابهة في خواصها و المتماثلة في نمط سلوكها و التي تنشأ بخـلايا الجسم، الوحدة الأساسية في تركيبة البُـنية الجسدية، و التي بدورها تتكون من خـلايا متعددة مختلفة الأنواع و الوظائف، و طبيعياً تولد هذه الخلايا و تتكاثر، و تنمو و تصل أطوار البلـوغ و النضج و تـفـنى، حسب نظام ثابت و مستقر يتحدد نمطه وفقاً لحاجات الجسم، الأمر الذي يحفظ سلامته وعافيته، و من جهة أخرى تتكاثر مختلف الخلايا و تنمو بوتيرة سريعة خلال السنوات الأولى من العمر ( و تتفاوت تبعا لنوعها بطبيعة الحال )، و إلى أن يُصبح الشخص بالغاً، و عندها يتم إنتاج خلايا جديدة بأغلب أجزاء الجسم عند الحاجة و الضرورة فحسب، لاستبدال الخلايا المكتهلة و الميتة أو لإصلاح الجروح.
و ينشأ التسرطن حين تنقلب خلايا نسيج ما بالجسم لتصبح شاذة، تنمو و تتكاثر دون تحكم و تخرج عن خط النمـو و التبدل الطبيعي، و بدلاً من أن تموت في طورها النهائي، تستمر في النمو و التكاثر منتجة لخلايا شاذة جديدة، و تتكدس الخلايا السرطانية و تكوّن كتلة أو تضخما يسمى بالورم، يقوم عند تقدم نموه بالضغط على الأنسجة المجاورة و إزاحتها، و يمكنه أن يغزو و يدمر الخلايا الطبيعية، يُسثتنى من ذلك بعض الأنواع، مثل خلايا سرطان ابيضاض الدم، التي لا تكوّن كتلاً ورمية، و إنما تنشأ في الأعضاء المنتجة للدم ( النخاع العظمي و الجهاز اللمفاوي )، و تنتقل عبره إلى بعض الأنسجة و الأعضاء الحيوية الأخرى.
و يمكن لبعض من الخلايا الورمـية أن تخرج من محيطها، و تنتقل إلى أعضاء أخري بالجسم لتواصل نمـوها الشاذ و غير الطبيعي و الخارج عن التحكم، حيث تستقر و تستنسخ نفسها، لتكوّن أوراما مثيلة في الموضع الجديد، و يسمى هذا الانتقال بالإنتشار أو الإنبثات ( metastasis )، و تُسمى الأورام الناتجة عقب الانتقال عادة بالأورام المنتقلة أو الثانوية تمييزا لها عن الأورام الأصلية.
هناك فئتان من الأورام، الورم الحميد ( benign tumor )، الذي يتصف بأنه ينحصر بموضع نشوئه الأصلي و لا ينتقل إلى مواضع أخرى، و ذو نمو محدود، و يمكن استئصاله دون أن يعود للنمو ثانية في أغلب الأحوال، و الأهم من ذلك بطبيعة الحال انه نادراً جدا ما يُعد مهدداً للحياة، و الورم الخبيث ( Malignant tumor ) أو الضار، و الذي يُشار إليه بتعبير السرطان بصفة عامة، و هو النوع الخطر، و الذي يتميز إضافة إلى البُنية و النمو الشاذين، بالمقدرة على غزو الأنسجة أو الأعضاء الحيوية سواء المجاورة لموضع نشوئه أو البعيدة و التأثير عليها و أحيانا تدميرها، و ذلك لمقدرة خلاياه على اختراق الأنسجة المتاخمة و الانتشار و الانتقال من مواضع نشوئها إلى مواضع أخرى بالجسم، و في اغلب الأحوال يتم انتقالها إلى المواضع البعيدة عبر الدورة الدموية و الجهاز الليمفاوي.
و من جهة أخرى، ينتهج كل نوع من السرطـان سلوكه الخاص و المختلف، و على سبيل المثال، فسرطان العـظام و سرطـان الدم هما نوعان مختلفان من الأورام، ينموان بوتيرة و نمط مختلفين، و يختص كل منهما بمضاعفات و تأثيرات تميّـزه عن غيره، و يستجيبان لمعالجات مختلفة و بأنماط متباينة، و لذلك يحتاج مرضى السرطان للعلاج الذي يستهدف النوع الخاص بكل منهم، و لا يتم تلقي علاج موحد لكل الحالات.
و تتم تسمية أغلب أنواع السرطان حسب العضـو أو نوع الخلايا بموضع النشوء، و مع انتقال الورم أو انبثاته إلى مواضع أخرى و استقراره بها، يتكون الورم الجديد من نفس نوع الخلايا الشاذة و يظل يحمل تسمية المنشأ الأول، فمثلا إن انتقل سرطان الرئة إلى الدمـاغ، فالخلايا السرطانية الموجودة بالدماغ هي في الواقع خلايا سرطان الرئة، و يسمى في هذه الحال بسرطان الرئة المنتقل أو الثانوي و ليس بسرطان الدماغ.
نشأة السرطان:
تنشأ الخلايا السرطانية عند حدوث اختلال أو عطب بالحمض الريبونووي ( deoxyribonucleic acid ) المعروف اختصارا بالحمض النووي ( ADN) للخلايا الطبيعية، و هذا الحمض هو المادة الكيميائية التي تحمل التعليمات الموجهة لنظام و دورة حياة ، و يقوم بالتحكم في كل نشاطاتها بما في ذلك تكوين البروتينات و الأنزيمات اللازمة للعمليات الحيوية، مثل عمليات الأيض الخلايا و التكاثر و النمو، كما يحتوي على جميع الشفرات الو راثية، و نحن نشبه والدينا لأنهما مصـدر الحمض النووي بأجسامنا، و إن كان دوره بالطبع يمتد إلى أبعد من المظهر الخارجي، و في معظم الأحوال يتمكن الجسم عند حدوث عطب ما بالحمض النـووي من تقويمه و إصلاحه بشكل طبيعي، غير أنه في حال نشوء التسرطن عجز الجسم عن إتمام مثل هذا التقـويم و الإصلاح لسبب أو لآخر، و على حد ما وصل إليه العلم الحديث، لا أحد يعرف على وجه الدقة و التحديد الأسباب الكامنة وراء حدوث مثل هذه الإختلالات و التي تدفع إلى نشوء السرطان، إلا أنه ثمة عوامل محددة قد تزيد من مخاطر العُرضة لنشوئه، مثل وراثة اختلال ما بالحمض النووي عن احد الوالدين كما في حالات الأورام ذات الأصول الوراثية، ( مع أنه و غالبا ما تحدث الإختلالات خلال فترة الحياة و ليس قبل الولادة عبر الوراثة )، أو التعرض لكميات كبيرة من الإشعاع، أو التعرض المستمر للكيماويات السـامة بما في ذلك البنزين، و من المرجح أن تفاعلات مركّبة و معقدة ما بين العـوامل الوراثية و العـوامل البيئـية و أسلوب المعيشة، و العوامل المناعية بالجسم، ( و كاحتمال عامل العدوى الفيروسية )، تؤدي إلى نشوء التسرطن.
هناك أجزاء من الحمض النووي تُعرف بالمورثات أو الجينات ( genes )،
سرطان الرئة
تعد سرطانات القصبات والرئة من أكثر السرطانات حدوث عند الرجل وحدوثها في ازدياد عند المرآة بسبب ازدياد نسب المدخنات من النساء. وسرطانات الرئة من السرطانات المعقدة والخطرة لما تحدث من مضاعفات كثيرة نتيجة الانتقالات أو طبيعة الورم الشرسة.
ويعتبر التدخين على علاقة وثيقة بحدوث هذا النوع من السرطانات ويمكن القول إنه يسبب بشكل مباشر أكثر من 90 من سرطانات الرئة على الأقل. ويرتبط خطر الإصابة بعدد السجائر ومحتواها من المواد المسرطنة فسبيل الوقاية من أكثر حالات هذا الداء هو بتجنّب التدخين.
لسرطان الرئة نوعان رئيسيان:
* Non-small cell lung cancer - NSCLC
* Small cell lung cancer - SCLC
من مسببات المرض:
1- مسرطنات كيميائية:
مواد تحدث طفرات تسمى بالمواد المُطفِرة، وعند تركم عدة طفرات في الخلية قد تصبح سرطانية وتسمى المواد التي تحدث سرطانات مواد مسرطنة. هناك مواد محددة مرتبطة بسرطانات محددة. مثل تدخين السجائر سيجارة مرتبط بسرطان الرئة وسرطان المثانة، والتعرض لحجر الأسبتوس قد يؤدي إلى حدوث أورام الميزوثيليوما Mesothelioma. بعض المسرطو قد التحدث طفرات، فمثال كالكحول من أمثلة المواد المسرطنة وغير مطفرة. ويعتقد أن هذ المواد تأثر على الإنقسام الميتوزي أو الفتيلي وليس على المادة المورثة. فهي تسرع من انقسام الخلايا الذي يمنع أي تدارك لإصلاح أي تلف في المادة المورثة الدنا قد حدثت عند الإنقسام. وأي أخطاء، ظهرت عند الإنقسام، تورث إلى الخلايا البنات. مئات الدراسات العلمية اكدت بوجود علاقة مباشرة بين التدخين وسرطان الرئة. كما تحدثت بعض الدراسات عن انعكاس تقليل التدخين في الولايات المتحدة على انخفاض أعداد المتوفين بسرطان الرئة.
2- أمراض معدية:
قد تنبع بعض السرطانات من عدوى فيروسية، عادة ما يحدث بصورة أوضح في الحيوانات والطيور، ولكن هناك 15% من السرطانات البشرية والتي تحدث بسبب عدوى فيروسية. ومن أهم الفيروسات المرتبطة بالسرطانات هي فيروس الورم الحليمي البشري وألتهاب كبدي الوبائي ب والتهاب كبدي وبائي سي وفيروس إيبشتاين – بار وفَيْروسُ اللَّمْفومةِ وابْيِضَاضِ الدَّمِ البَشَرِيّ. تعد العدوى الفيروسية السبب الثاني، بعد سبب التدخين، في الإصابة بالسرطانات الكبدية وسرطان عنق الرحم. تنقسم السرطانات سببها عدوى فيروسية بحسب تغيير الفيروس الخلية السليمة إلى خلية سرطانية إلى قسمين، أولهما سرطانات فيروسية حادة التغير وثانيهما سرطانات فيروسية بطيئة التغير. في السرطانات الفيروسية حادة أو سريعة التغير، يحمل الفيروس جين يحفز من إنتاج بروتين من جين ورمي وعندها تتحول الخلية السليمة إلى خلية سرطانية. وفي المقابل تتكون السرطانات الفيروسية بطيئة التغير عندما يلتحم جينوم الفيروس في مكان قريب من جين ورمي أولي في الخلية السليمة. وبما أن الفيروس يقوم بتشفير جيناته، فبسبب تجاور الجين الفيروسي والجين الورمي يتم أيضا تشفير الجين الورمي. ولكن حدوث السرطانات الفيروسية البطيئة هي نادرة الحدوث لأن في الغالب يكون التحام الفيروس عشوائي مع جينوم الخلية المصابة. مؤخراً، قد تم اكتشاف ارتباط بين سرطان المعدة وبكتيرية المَلْوِيَّة البَوَّابية helicobacter pylori والتي تُحدث التهاب في جدار المعدة وقد تؤدي إلى إصابتها بالسرطان.
3- الإشعاع:
التعرض إلى الأشعة قد يسبب سرطانات. إشعاعات منبعثة من الرادون أو التعرض إلى الأشعة فوق البنفسجية من الشمس قد تعرض إلى حدوث سرطانات.
4- خلل هرموني:
قد يحدث الخلل الهرموني آثار تشابه آثار المسرطانات غير المطفرة. فهي تزيد من سرعة نمو الخلايا. زيادة الإستروجين التي تعزز حدوث سرطان بطانة الرحم تعد من أحسن الأمثلة على ذلك.
5- الوراثة:
الوراثة، وهي انتقال جين يحمل طفرة من إحدى الأبويين إلى الأبن، تعد من أهم المسببات لمعظم السرطانات. ولكن حدوث السرطان غير خاضع إلى القواعد الوراثية. ومن أمثلة السرطانات المرتبطة بطفرات مورثة:
ترتبط طفرات في جينات BRCA1 وBRCA2 بشكل كبير مع سرطان الثدي أو سرطان المبيض.
مرض متلازمة لي فراؤميني مرتبط بـساركومة العظم وسرطان الثدي وعدة سرطانات أخرى بسبب طفرة في جين P53.
داء السلائل الغدي العائلي هو مرض وراثي نتيجة طفرة في جين APC وقد يؤدي إلى سرطان القولون.
داء ورم الأرومي الشبكي وهو غالباً ما يحدث في الأطفال الصغار بسبب طفرة في جين ورم الأرومي الشبكي.
متلازمة داون، وهي حمل كروموسوم 21 زائد، تتطور إلى سرطان الليوكيميا أو سرطان الخصية. ويبقى إلى الآن غير معروف سبب تطوره إلى سرطان.
العلاقة بين السرطان والأطعمه:
ومن أكثر أمراض السرطان شيوعا سرطان القولون والثدي، وتقول الدراسة إن هناك دليلا مقنعا على وجود علاقة بين زيادة نسبة الدهون في الجسم وبين الاصابة بهذين النوعين من الأورام.
وتوضح الدراسة أيضا أن هناك علاقة بين نوعية الأطعمة التي يتناولها الناس وبين الاصابة بسرطان القولون والمستقيم.
بوجه خاص يقول الباحثون إنه يجب عدم تناول اللحوم المحفوظة والمجففة مثل فخذ الخنزير والبيكون والسلامي، وتقليل تناول اللحوم الحمراء إلى 500 جرام في الأسبوع، رغم أن هذا يعني أن بوسع المرء تناول 5 من قطع البورجر أسبوعيا.
ويتعين أيضا الامتناع عن شرب الخمور بكل أنواعها. ويتعين أيضا عدم تناول المشروبات السكرية لأنها تتسبب في زيادة الوزن، كما يجب تقليل تناول عصير الفاكهة.
ويعد التقرير الصادر نتيجة للدراسة التي أجريت، الأول الذي يشجع على الرضاعة من الثدي، التي يرى أنها تقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي عند الأم، كما تمنع من اصابة الطفل بالسمنة رغم عدم وجود دليل على ذلك.
النحافة قد تقي من الإصابة بالسرطان:
أظهرت دراسة شاملة جديدة أن إنقاص الوزن، حتى من جانب الذين لا يعانون من البدانة، يمكن أن يلعب دورا رئيسيا في الوقاية من الإصابة بالسرطان.
وقد أجريت هذه الدراسة الشاملة من طرف المعهد العالمي لأبحاث السرطان، وركزت أساسا على العلاقة بين طريقة الحياة (الطعام والشراب والتدخين.. إلخ) وبين الإصابة بالسرطان.
وخلصت الدراسة إلى بعض التوصيات، منها ضرورة تفادي زيادة الوزن بعد سن الـ 21، وتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على السكر، وكذلك المشروبات الكحولية، وعدم تناول لحم الخنزير المجفف والمحفوظ.
وتقول الدراسة إنه يتعين على كل الناس الاقتراب من النحافة بقدر الإمكان دون أن يصبحوا أقل من الوزن الطبيعي.
وجاءت نتائج الدراسة بعد فحص 7 آلاف دراسة أخرى أجريت خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وتعد هذه الدراسة أشمل ما أجرى من دراسات بشأن المخاطر التي تنتج عن بعض الممارسات الحياتية.
ويرى الباحثون أن الدهون الموجودة بالجسم تلعب دورا حاسما في نمو السرطان، وأن أهميتها أكبر كثيرا مما كان يعتقد في الماضي.
وقال الذين أجروا الدراسة إنهم نشروا قائمة من التوصيات، وليست الوصايا، التي يجب أن يتبعها كل من يرغب في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان.
غير أنه يعتقد أن ثلثي حالات الاصابة بالسرطان لا صلة لها بطريقة الحياة، كما أن من الصعب أن يقتنع الكثيرون بتغيير أنماط حياتهم لمنع إصابتهم بالسرطان.
ورغم هذا يمكن منع إصابة 3 ملايين شخص بالسرطان سنويا إذا اتبعت تلك التوصيات حسبما يقول البروفيسور مارتن وايزمان.
في بريطانيا وحدها هناك 200 ألف إصابة بالسرطان سنويا.
نصائح مفيدة لتجنب مرض السرطان:
1- تخلص من وزنك الزائد
2- تجنب الإكثار من تناول الدهون وخاصة الدهون الحيوانية
3- تجنب نقص الألياف في غذائك والتي تتوفر في الحبوب والبذور والخضروات والفواكه
4- لا تكثر من أكل اللحوم و السكر الأبيض
5- تجنب الأغذية المعلبة
6- تجنب القهوة منزوعة الكافيين.
7- التعرض للمبيدات الحشرية
8- التدخين
9- الإفراط من شرب الشاي والقهوة.
10- تجنب الهواء الملوث بعوادم السيارات
11- تجنب الماء الملوث
12- التقليل من التعرض لأشعة الهاتف المحمول.
.::منقول بتصرف::.
يحتوي بعضُ منها على التعليمات التي تتحكم في آلية النمو و الانقسام، و بالتالي التضاعف و التكاثر لإنتاج خلايا جديدة، و منها مورثات معينة تحث و تُعدل عمليات انقسام الخلية، و تسمى اصطلاحًا بالمورثات الورمية ( oncogenes )، و مورثات أخرى تُبطيء و تكبح الانقسام و التكاثر، أو تُعطي التعليمات للإفناء الذاتي للخلية و تسمى بالمورثات الكابحة للتورم ( Tumor suppressor genes )، و قد يحدث التسرطن نتيجة اختلال أو عطب أو تغير جذري ( Mutation ) ببُـنية الحمض النووي، مما يدفع إلى تشغيل المورث الورمي دون ضوابط ( مما يفقده القدرة على التحكم في نمو الخلية و تكاثرها )، أو يُبطل عمل الجينات الكابحة للتورم.
بعض أنواع السرطان:
يُشير تعبير السرطان إلى مجموعة من الأمراض الورمية المتشابهة في خواصها و المتماثلة في نمط سلوكها و التي تنشأ بخـلايا الجسم، الوحدة الأساسية في تركيبة البُـنية الجسدية، و التي بدورها تتكون من خـلايا متعددة مختلفة الأنواع و الوظائف، و طبيعياً تولد هذه الخلايا و تتكاثر، و تنمو و تصل أطوار البلـوغ و النضج و تـفـنى، حسب نظام ثابت و مستقر يتحدد نمطه وفقاً لحاجات الجسم، الأمر الذي يحفظ سلامته وعافيته، و من جهة أخرى تتكاثر مختلف الخلايا و تنمو بوتيرة سريعة خلال السنوات الأولى من العمر ( و تتفاوت تبعا لنوعها بطبيعة الحال )، و إلى أن يُصبح الشخص بالغاً، و عندها يتم إنتاج خلايا جديدة بأغلب أجزاء الجسم عند الحاجة و الضرورة فحسب، لاستبدال الخلايا المكتهلة و الميتة أو لإصلاح الجروح.
و ينشأ التسرطن حين تنقلب خلايا نسيج ما بالجسم لتصبح شاذة، تنمو و تتكاثر دون تحكم و تخرج عن خط النمـو و التبدل الطبيعي، و بدلاً من أن تموت في طورها النهائي، تستمر في النمو و التكاثر منتجة لخلايا شاذة جديدة، و تتكدس الخلايا السرطانية و تكوّن كتلة أو تضخما يسمى بالورم، يقوم عند تقدم نموه بالضغط على الأنسجة المجاورة و إزاحتها، و يمكنه أن يغزو و يدمر الخلايا الطبيعية، يُسثتنى من ذلك بعض الأنواع، مثل خلايا سرطان ابيضاض الدم، التي لا تكوّن كتلاً ورمية، و إنما تنشأ في الأعضاء المنتجة للدم ( النخاع العظمي و الجهاز اللمفاوي )، و تنتقل عبره إلى بعض الأنسجة و الأعضاء الحيوية الأخرى.
و يمكن لبعض من الخلايا الورمـية أن تخرج من محيطها، و تنتقل إلى أعضاء أخري بالجسم لتواصل نمـوها الشاذ و غير الطبيعي و الخارج عن التحكم، حيث تستقر و تستنسخ نفسها، لتكوّن أوراما مثيلة في الموضع الجديد، و يسمى هذا الانتقال بالإنتشار أو الإنبثات ( metastasis )، و تُسمى الأورام الناتجة عقب الانتقال عادة بالأورام المنتقلة أو الثانوية تمييزا لها عن الأورام الأصلية.
هناك فئتان من الأورام، الورم الحميد ( benign tumor )، الذي يتصف بأنه ينحصر بموضع نشوئه الأصلي و لا ينتقل إلى مواضع أخرى، و ذو نمو محدود، و يمكن استئصاله دون أن يعود للنمو ثانية في أغلب الأحوال، و الأهم من ذلك بطبيعة الحال انه نادراً جدا ما يُعد مهدداً للحياة، و الورم الخبيث ( Malignant tumor ) أو الضار، و الذي يُشار إليه بتعبير السرطان بصفة عامة، و هو النوع الخطر، و الذي يتميز إضافة إلى البُنية و النمو الشاذين، بالمقدرة على غزو الأنسجة أو الأعضاء الحيوية سواء المجاورة لموضع نشوئه أو البعيدة و التأثير عليها و أحيانا تدميرها، و ذلك لمقدرة خلاياه على اختراق الأنسجة المتاخمة و الانتشار و الانتقال من مواضع نشوئها إلى مواضع أخرى بالجسم، و في اغلب الأحوال يتم انتقالها إلى المواضع البعيدة عبر الدورة الدموية و الجهاز الليمفاوي.
و من جهة أخرى، ينتهج كل نوع من السرطـان سلوكه الخاص و المختلف، و على سبيل المثال، فسرطان العـظام و سرطـان الدم هما نوعان مختلفان من الأورام، ينموان بوتيرة و نمط مختلفين، و يختص كل منهما بمضاعفات و تأثيرات تميّـزه عن غيره، و يستجيبان لمعالجات مختلفة و بأنماط متباينة، و لذلك يحتاج مرضى السرطان للعلاج الذي يستهدف النوع الخاص بكل منهم، و لا يتم تلقي علاج موحد لكل الحالات.
و تتم تسمية أغلب أنواع السرطان حسب العضـو أو نوع الخلايا بموضع النشوء، و مع انتقال الورم أو انبثاته إلى مواضع أخرى و استقراره بها، يتكون الورم الجديد من نفس نوع الخلايا الشاذة و يظل يحمل تسمية المنشأ الأول، فمثلا إن انتقل سرطان الرئة إلى الدمـاغ، فالخلايا السرطانية الموجودة بالدماغ هي في الواقع خلايا سرطان الرئة، و يسمى في هذه الحال بسرطان الرئة المنتقل أو الثانوي و ليس بسرطان الدماغ.
نشأة السرطان:
تنشأ الخلايا السرطانية عند حدوث اختلال أو عطب بالحمض الريبونووي ( deoxyribonucleic acid ) المعروف اختصارا بالحمض النووي ( ADN) للخلايا الطبيعية، و هذا الحمض هو المادة الكيميائية التي تحمل التعليمات الموجهة لنظام و دورة حياة ، و يقوم بالتحكم في كل نشاطاتها بما في ذلك تكوين البروتينات و الأنزيمات اللازمة للعمليات الحيوية، مثل عمليات الأيض الخلايا و التكاثر و النمو، كما يحتوي على جميع الشفرات الو راثية، و نحن نشبه والدينا لأنهما مصـدر الحمض النووي بأجسامنا، و إن كان دوره بالطبع يمتد إلى أبعد من المظهر الخارجي، و في معظم الأحوال يتمكن الجسم عند حدوث عطب ما بالحمض النـووي من تقويمه و إصلاحه بشكل طبيعي، غير أنه في حال نشوء التسرطن عجز الجسم عن إتمام مثل هذا التقـويم و الإصلاح لسبب أو لآخر، و على حد ما وصل إليه العلم الحديث، لا أحد يعرف على وجه الدقة و التحديد الأسباب الكامنة وراء حدوث مثل هذه الإختلالات و التي تدفع إلى نشوء السرطان، إلا أنه ثمة عوامل محددة قد تزيد من مخاطر العُرضة لنشوئه، مثل وراثة اختلال ما بالحمض النووي عن احد الوالدين كما في حالات الأورام ذات الأصول الوراثية، ( مع أنه و غالبا ما تحدث الإختلالات خلال فترة الحياة و ليس قبل الولادة عبر الوراثة )، أو التعرض لكميات كبيرة من الإشعاع، أو التعرض المستمر للكيماويات السـامة بما في ذلك البنزين، و من المرجح أن تفاعلات مركّبة و معقدة ما بين العـوامل الوراثية و العـوامل البيئـية و أسلوب المعيشة، و العوامل المناعية بالجسم، ( و كاحتمال عامل العدوى الفيروسية )، تؤدي إلى نشوء التسرطن.
هناك أجزاء من الحمض النووي تُعرف بالمورثات أو الجينات ( genes )،
سرطان الرئة
تعد سرطانات القصبات والرئة من أكثر السرطانات حدوث عند الرجل وحدوثها في ازدياد عند المرآة بسبب ازدياد نسب المدخنات من النساء. وسرطانات الرئة من السرطانات المعقدة والخطرة لما تحدث من مضاعفات كثيرة نتيجة الانتقالات أو طبيعة الورم الشرسة.
ويعتبر التدخين على علاقة وثيقة بحدوث هذا النوع من السرطانات ويمكن القول إنه يسبب بشكل مباشر أكثر من 90 من سرطانات الرئة على الأقل. ويرتبط خطر الإصابة بعدد السجائر ومحتواها من المواد المسرطنة فسبيل الوقاية من أكثر حالات هذا الداء هو بتجنّب التدخين.
لسرطان الرئة نوعان رئيسيان:
* Non-small cell lung cancer - NSCLC
* Small cell lung cancer - SCLC
من مسببات المرض:
1- مسرطنات كيميائية:
مواد تحدث طفرات تسمى بالمواد المُطفِرة، وعند تركم عدة طفرات في الخلية قد تصبح سرطانية وتسمى المواد التي تحدث سرطانات مواد مسرطنة. هناك مواد محددة مرتبطة بسرطانات محددة. مثل تدخين السجائر سيجارة مرتبط بسرطان الرئة وسرطان المثانة، والتعرض لحجر الأسبتوس قد يؤدي إلى حدوث أورام الميزوثيليوما Mesothelioma. بعض المسرطو قد التحدث طفرات، فمثال كالكحول من أمثلة المواد المسرطنة وغير مطفرة. ويعتقد أن هذ المواد تأثر على الإنقسام الميتوزي أو الفتيلي وليس على المادة المورثة. فهي تسرع من انقسام الخلايا الذي يمنع أي تدارك لإصلاح أي تلف في المادة المورثة الدنا قد حدثت عند الإنقسام. وأي أخطاء، ظهرت عند الإنقسام، تورث إلى الخلايا البنات. مئات الدراسات العلمية اكدت بوجود علاقة مباشرة بين التدخين وسرطان الرئة. كما تحدثت بعض الدراسات عن انعكاس تقليل التدخين في الولايات المتحدة على انخفاض أعداد المتوفين بسرطان الرئة.
2- أمراض معدية:
قد تنبع بعض السرطانات من عدوى فيروسية، عادة ما يحدث بصورة أوضح في الحيوانات والطيور، ولكن هناك 15% من السرطانات البشرية والتي تحدث بسبب عدوى فيروسية. ومن أهم الفيروسات المرتبطة بالسرطانات هي فيروس الورم الحليمي البشري وألتهاب كبدي الوبائي ب والتهاب كبدي وبائي سي وفيروس إيبشتاين – بار وفَيْروسُ اللَّمْفومةِ وابْيِضَاضِ الدَّمِ البَشَرِيّ. تعد العدوى الفيروسية السبب الثاني، بعد سبب التدخين، في الإصابة بالسرطانات الكبدية وسرطان عنق الرحم. تنقسم السرطانات سببها عدوى فيروسية بحسب تغيير الفيروس الخلية السليمة إلى خلية سرطانية إلى قسمين، أولهما سرطانات فيروسية حادة التغير وثانيهما سرطانات فيروسية بطيئة التغير. في السرطانات الفيروسية حادة أو سريعة التغير، يحمل الفيروس جين يحفز من إنتاج بروتين من جين ورمي وعندها تتحول الخلية السليمة إلى خلية سرطانية. وفي المقابل تتكون السرطانات الفيروسية بطيئة التغير عندما يلتحم جينوم الفيروس في مكان قريب من جين ورمي أولي في الخلية السليمة. وبما أن الفيروس يقوم بتشفير جيناته، فبسبب تجاور الجين الفيروسي والجين الورمي يتم أيضا تشفير الجين الورمي. ولكن حدوث السرطانات الفيروسية البطيئة هي نادرة الحدوث لأن في الغالب يكون التحام الفيروس عشوائي مع جينوم الخلية المصابة. مؤخراً، قد تم اكتشاف ارتباط بين سرطان المعدة وبكتيرية المَلْوِيَّة البَوَّابية helicobacter pylori والتي تُحدث التهاب في جدار المعدة وقد تؤدي إلى إصابتها بالسرطان.
3- الإشعاع:
التعرض إلى الأشعة قد يسبب سرطانات. إشعاعات منبعثة من الرادون أو التعرض إلى الأشعة فوق البنفسجية من الشمس قد تعرض إلى حدوث سرطانات.
4- خلل هرموني:
قد يحدث الخلل الهرموني آثار تشابه آثار المسرطانات غير المطفرة. فهي تزيد من سرعة نمو الخلايا. زيادة الإستروجين التي تعزز حدوث سرطان بطانة الرحم تعد من أحسن الأمثلة على ذلك.
5- الوراثة:
الوراثة، وهي انتقال جين يحمل طفرة من إحدى الأبويين إلى الأبن، تعد من أهم المسببات لمعظم السرطانات. ولكن حدوث السرطان غير خاضع إلى القواعد الوراثية. ومن أمثلة السرطانات المرتبطة بطفرات مورثة:
ترتبط طفرات في جينات BRCA1 وBRCA2 بشكل كبير مع سرطان الثدي أو سرطان المبيض.
مرض متلازمة لي فراؤميني مرتبط بـساركومة العظم وسرطان الثدي وعدة سرطانات أخرى بسبب طفرة في جين P53.
داء السلائل الغدي العائلي هو مرض وراثي نتيجة طفرة في جين APC وقد يؤدي إلى سرطان القولون.
داء ورم الأرومي الشبكي وهو غالباً ما يحدث في الأطفال الصغار بسبب طفرة في جين ورم الأرومي الشبكي.
متلازمة داون، وهي حمل كروموسوم 21 زائد، تتطور إلى سرطان الليوكيميا أو سرطان الخصية. ويبقى إلى الآن غير معروف سبب تطوره إلى سرطان.
العلاقة بين السرطان والأطعمه:
ومن أكثر أمراض السرطان شيوعا سرطان القولون والثدي، وتقول الدراسة إن هناك دليلا مقنعا على وجود علاقة بين زيادة نسبة الدهون في الجسم وبين الاصابة بهذين النوعين من الأورام.
وتوضح الدراسة أيضا أن هناك علاقة بين نوعية الأطعمة التي يتناولها الناس وبين الاصابة بسرطان القولون والمستقيم.
بوجه خاص يقول الباحثون إنه يجب عدم تناول اللحوم المحفوظة والمجففة مثل فخذ الخنزير والبيكون والسلامي، وتقليل تناول اللحوم الحمراء إلى 500 جرام في الأسبوع، رغم أن هذا يعني أن بوسع المرء تناول 5 من قطع البورجر أسبوعيا.
ويتعين أيضا الامتناع عن شرب الخمور بكل أنواعها. ويتعين أيضا عدم تناول المشروبات السكرية لأنها تتسبب في زيادة الوزن، كما يجب تقليل تناول عصير الفاكهة.
ويعد التقرير الصادر نتيجة للدراسة التي أجريت، الأول الذي يشجع على الرضاعة من الثدي، التي يرى أنها تقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي عند الأم، كما تمنع من اصابة الطفل بالسمنة رغم عدم وجود دليل على ذلك.
النحافة قد تقي من الإصابة بالسرطان:
أظهرت دراسة شاملة جديدة أن إنقاص الوزن، حتى من جانب الذين لا يعانون من البدانة، يمكن أن يلعب دورا رئيسيا في الوقاية من الإصابة بالسرطان.
وقد أجريت هذه الدراسة الشاملة من طرف المعهد العالمي لأبحاث السرطان، وركزت أساسا على العلاقة بين طريقة الحياة (الطعام والشراب والتدخين.. إلخ) وبين الإصابة بالسرطان.
وخلصت الدراسة إلى بعض التوصيات، منها ضرورة تفادي زيادة الوزن بعد سن الـ 21، وتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على السكر، وكذلك المشروبات الكحولية، وعدم تناول لحم الخنزير المجفف والمحفوظ.
وتقول الدراسة إنه يتعين على كل الناس الاقتراب من النحافة بقدر الإمكان دون أن يصبحوا أقل من الوزن الطبيعي.
وجاءت نتائج الدراسة بعد فحص 7 آلاف دراسة أخرى أجريت خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وتعد هذه الدراسة أشمل ما أجرى من دراسات بشأن المخاطر التي تنتج عن بعض الممارسات الحياتية.
ويرى الباحثون أن الدهون الموجودة بالجسم تلعب دورا حاسما في نمو السرطان، وأن أهميتها أكبر كثيرا مما كان يعتقد في الماضي.
وقال الذين أجروا الدراسة إنهم نشروا قائمة من التوصيات، وليست الوصايا، التي يجب أن يتبعها كل من يرغب في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان.
غير أنه يعتقد أن ثلثي حالات الاصابة بالسرطان لا صلة لها بطريقة الحياة، كما أن من الصعب أن يقتنع الكثيرون بتغيير أنماط حياتهم لمنع إصابتهم بالسرطان.
ورغم هذا يمكن منع إصابة 3 ملايين شخص بالسرطان سنويا إذا اتبعت تلك التوصيات حسبما يقول البروفيسور مارتن وايزمان.
في بريطانيا وحدها هناك 200 ألف إصابة بالسرطان سنويا.
نصائح مفيدة لتجنب مرض السرطان:
1- تخلص من وزنك الزائد
2- تجنب الإكثار من تناول الدهون وخاصة الدهون الحيوانية
3- تجنب نقص الألياف في غذائك والتي تتوفر في الحبوب والبذور والخضروات والفواكه
4- لا تكثر من أكل اللحوم و السكر الأبيض
5- تجنب الأغذية المعلبة
6- تجنب القهوة منزوعة الكافيين.
7- التعرض للمبيدات الحشرية
8- التدخين
9- الإفراط من شرب الشاي والقهوة.
10- تجنب الهواء الملوث بعوادم السيارات
11- تجنب الماء الملوث
12- التقليل من التعرض لأشعة الهاتف المحمول.
.::منقول بتصرف::.